الثلاثاء، ٦ نوفمبر ٢٠٠٧

فتاه المقبره ..... قصه قصيره




ترك يده تغوص في جيبه لتخرج علبه التبغ
ليدخن لفافه من التبغ الأجنبي
وأ
خرج منها سيجاره

ووضعها في فمه و بحث في جيبه مره أخري
عن قداحته الفضيه ليشعل سيجارته التي كره رائحه دخانها
ولكنه لم يجد مفر أمامه سوي إشعالها
ولكنه لم يجدها في جيبه

وهتف في حنقه أين أنتي أيتها القداحه اللعينه أين ذهبتي؟
هل نسيتها كا العاده!!

وبعد شد وجذب مع جيوبه السته وجدها أخيراً
كانت قابعه أسفل قلاده المفاتيح
وهم بإشعال اللفافه
ولكنها فاجئته بصوت نفاذ غاز القداحه!
فإذداد حنقه

وهتف في صراخ:
إذهبي إلي الجحيم لقد مللت هذا الصوت منكِ
ونظر لها بغ
ضب ورفع يده إلي الأعلي
وهم برميها علي مرمي بصره
ورأها تهوي أمامه لترتطم بالأرض في صوت
مكتوم

ولكن الطريق طويل ولن أجد مكان أشتري منه قداحه أو عود من الثقاب

هكذا قال في أسي وضيق
ولكنه قرر أن يكمل المسير بحثا عن مكان يبتغي منه طلبه!!
وفي أثناء تجوله في شوارع المدينه التي يقتنها
قرر فجأه أن ينحرف ويخرج عن زحام ووجوه سكان المنطقه
التي يعتريها الهم والكرب ويخطلت بالفرح والشجار
فب سيمفونيه فلكلوريه عجيبه
فخرجت منه كلمه دون أن يشعر بأن الأخون يلاحظونه

لقد مللت رؤياكم فالترحلوا عنا أو أرحل أنا عنكم!

وفي غمره هتافه نظر إليه رجل ظهرت عليه علامات الكبر والكهوله
كان يرتدي ثياب متواضعه وتجاعيد الزمن والبؤس تظهر عليه
ويتدلي شنب كث أبيض يغطي فمه تماماً
وعينان ضيقتنان تحيط بهما هاله من السمار من قله الراحه والنوم

فناده وقائلا : لماذا أنت غاضب يابني؟

فنظر إليه الشاب في إشمئزاز
وقال بصوت مخنوق أخرجه بصعوبه من فمه
وكادت كلماته أن تُحرق حلقه من غضبه الشديد
لست أدري أين أذهب ولكني مللت هذه الأشياء
مللت هذه الوجوه
مللت حياتي بٍرمتها !!
أريد أن أرحل أو يرحلوا هم؟

من تقصد بهؤلاء يابني؟

قال : هؤلاء الذين أضاعوا مستقبلنا وحاضرنا وجعلوا الحياه ضيقه
وإبتلعوا أمالنا وإمتلؤا بمص
دمائنا وإذدادوا وزنا
كأنم أفيال ! ولكن الأفيال تموت وهم لا يموتوا

وأكمل حديثه ووجهه
إكتسي باللون الأحمر القاتم من شده الحنق

لا أتحمل ان أعيشها معهم في مكان واحد
تحت سماء واحده
فوق أرض واحده
فهم مثل الجراثيم تسبب الأمرا
ض
ولا منا
ص منها ولا مفر إلا بأن تقتلها او تقتلك !!
والادهي والأضل أنهم يقولون لنا
إنهم يسعون في الأرض الإعمار
ونحن سبب المشاكل والكوارث
ويتمادون في حياه
كأنهم لن يموتون غداً
ويهتفون من منابرهم ومواقعهم
بأن لولا نحن لهلكتم
فنحن الذين نرزقكم ونحن أدري بكم من أنفسكم


فنظر الرجل إليّه
في حزن وقال في
صوت أشبه بالهمس

يا بني ! إن الحياه لا تخلوا من هؤلاء الشرزمه
ولو خلت الحياه منهم
فلن يكن من المعقول أن يخلق الله سبحانه وتعالي الجنه والنار
فدع الهم وإستمتع بحياتك
فحياتنا علي هذه الأرض قصيره
أمن المعقول أن تضيعها في فوضويه
ومشاكل عجز البشر جميعاً علي أن يجدوا حلول لها
وعلم أن ربك لن يتركهم كذلك
هو يمدهم في طغيانهم حتي لا يشفع لهم شافع
ولا يجاب لهم طلب

لم يهدأ البركان الثائر بداخله
وقرر أن يترك الرجل ويكمل مسيرته

وودعه وقال :
لن أقبل بأن أعيش وأتعامل مع قوم مستعبدون
ولا يحركهم إلا السياط

فالليذهب الجميع إلي الجحيم فهم أزلاء وأنا لا

وفي أثناء سيره قاطعه إبتسامه طفل بريئه
لا تحمل هموم الدنيا ولا يشغلها سوي العبث بالأشياء
والتمتع بالحياه
فهمس بدخله وهو ينظر للطفل
ليتني لم أكبر ليتني مثلك! ولكنها أماني وأحلام


الشارع بدأ يخلوا من الماره أو أنه بعد كثيراً عن منزله ومدينته
لم يدرك بعد
فكان يميزها أدخنه حرق القمامه
التي تراقص أدخنتها السوداء من بعيد
ويجعلك تحتضر من رائحته وأنت ماراً بجوارها

وفي هزيانه هذا شعر بأنه يلمح فتاه تأتي ناحيته من بعيد
كأنها شبح يتراقص ويتمايل ظلها كلما إقتربت منه

وإقترب أكثر فأكثر
..
...

وبدا شعرها الرث الذي يشبه فروع شجر النخيل يظهر

كأن الماء لم يلامسه من دهر كامل
ففغر فاهُ من الإندهاش والترقب

وهتفت الفتاه وهي تتمايل من الهزيان
في حاله من عدم الإتزان الجسمي

وبصوت أشبه بالفحيح
قالت
الحياه مثل المربع الأسود ونحن نجلس بداخله
وإذا نظرت أمامك تري
نقطه صغيره ب
ضياء شاحب
كلما إقترب منها بعدت عنك
.....

وبنهايه أخر حرف من كلامها الأسود المشؤوم
رأها تظهر أمامه مع
رائحه كريهه
كانت تفوح من ملابسها
ومدت زراعها له
وقالت:
جئت ملبيه لك
فسألها في توجس : من أنتي؟
قالت: أنا فتاه المقبره

ولما أنتي هنا في هذا الوقت
سألها في ريبه وخوف يعصر أطرافه

قالت: أنا مثل الظل أظهر لمن يري الحياه بلونها الأسود
وبرائحتها الكريهه وألوانها الشاحبه القاتمه

فقال : ولما أنتي أتيه تجاهي وتكلمني كأني أعرفِك من أمد بعيد؟

قالت لانك إستدعيتني فجأت لك ملبيه طلبك

قال بوجهه شاحب: أنا ؟ كيف؟ لا أعتقد ذلك .. أنا لم أفعل ما تقولينه!!
قالت وهي تبتسم وتفسح عن أسنان صفراء كريهه المنظر
فقدت

منهم أربع أو خمسه أسنان أو يزيد

بل فعلت , فأنا الحياه التي رسمتها لنفسك والتي تشعر بها الأن
وإستمرت في حديثها
قائله:

أنت من ترسم طريقك بنفسك
وتراه بعينك
هل تريده أن يكون أسود فسيكون
وإن أردته أبيض سيكون
وإن أردته بلا ألوان أن يكون

فقال لها وهو يحاول أن يتخلص من خوفه وشحوب وجهه
و التأقلم مع رائحه ثيابها الكريهه
لا أريد أن تكون حياتي كذلك
لن أطيق هذه الحياه
أنا لم أرسمها كذلك
بل الظهروف من حولي هي التي جعل

الأمال ....أوهام
والأحلام ....كوابيس
والتفؤل.... تشاؤم

نعم, سأغير مسار حياتي كما أرغب أن أعيش فيها
لن أترك نفسي للأوهام والأمال السوداء
سأتخلص منهم

لأفوز أنا ويخسروا هم

وقال وهو يهم بالرحيل

فاليذهبوا للجحيم أما أنا فلن أذهب
ولتذهب هذه السيجاره اللعينه مهم كذلك


************************
The End







هناك تعليقان (٢):

رحــــيـل يقول...

fوانا الاخرى مللت
ولكنى لن ادع فرصة لفتاه المقبره
للظهور اليه
-هى اساسا لو بالشكل ده وظهرتلى انا اموت فيها-
جميله جد االقصة دى
لاقتنى فيها وبين السطور
انا كمان كان نفسى افضل طفله كل حاجه كان ليها معنى تانى
بس حاليا لا نملك سوى المحاوله والمحاوله
ربنا يوفقك فى كل محاولاتك
تحياتى لك

rainbow يقول...

اخيرا يا احمد
كل مرة افتح الاقيك مش كاتب حاجة اتضايق منك عشان مطنش قلمك
منور

القصة جميلة يا احمد فيها توقع وقلق نقلته ببساطة محببة وخليتنا معاك وانت بتكلم البنت وشمينا ريحتها المعفنة ههههههههههه واتمنينا نعرف النهاية عشان تختفى من قدامنا ونكمل مشوار البداية
بداية نهاية السلبية بكل اشكالها

احلى حاجة فى قصتك ان كل واحد بيقراها هيشوف نفسه فى حاجة من دول وهيتمنى زيك يموت خوفه المتمثل فى البنت المعفنة .. من غير هروب وبكل قوة

اتمنى تبتدى وبكل القوة اللى وصلتهالناتكون جواك واكتر كمان

تحياتى ودعائى ببدايات موفقة
ونهايات سعيدة
هدى