السبت، ١٥ أغسطس ٢٠٠٩

العيش داخل سجن العمر


سألت مره واحد صاحبي
وقلت له : هو ليه مبعرفش أنسي همومي طول منا جنب البحر؟
المفروض ده أضفل مكان عشان ننسي فيه هومنا وأحزانا !
قال لي: طبعاً وهيجي إيه لو رحت
لبورسعيد أو أسكندرية أو دمياط الجو هناك هينسيك نفسك
قالت له : ياريت يأخي بجد ,أنا بحس إني رايح هناك بسجني
سجني اللي عايش جوايا ومش هيفارقني طول منا ماشي علي سطح الكرة الأرضية
قال : تقصد بإيه السجن ده ؟
قلت له : سجن بحتويية جوايا مش هو اللي بيحتويني جواه
مش محتاج لقضبان أو سجان يمنعك من الهروب منه لأ
السجن ده جواك وبيحرك وبيشدك ليه كأنه الثقب الأسود
اللي إتكلم عنه " أينشتين" تتدخل فيه وتخرجش منه أبداً
قال لي: ياعم أنا بتاع إنجليزي مالي ومال "أينشيتن" والثقب الأسود ده!!
وعلي فكره الفلسفه اللي إنت عايش فيها دي هي اللي خلتك كده
قالت له : دي حقيقة مش فلسفة
قريت مره حكمه مش قادر أنسها
رغم إني ذاكرتي في الحفظ سيئة وياما بتسبب ليا مشاكل وإحراجات لا حصر لها
وهي " كلما إزدادت ثقافة المرء إزداد بؤسه"
بص كده للعمال دول , والناس اللي ماشية مش شاغله دماغها بحاجه
بتضحك وبتلعب ومستمتعه بحياتها ذي الأطفال
في مرحها وشقاوتها وضحكها
دي ناس عرفت إن الثقافة بتجيب نحس وبؤس لصاحبها من غير ما تجربها!!
مش البؤس اللي إتكلم عنه "فيكتور هوجو" في روايته " البؤساء"
لأ هو مش بؤس جوع أو فقر أو مرض أو جهل
هو بؤس حيرة وقلق من المستقبل وغربة حتي مع الأهل والأحباب
وده هو سجني الحقيقي واللي ملازمني من زمان
سجن بعدني عن الناس وهما حوليا
سجن أصابني بعمي الألوان
سجن أفقدني الشعور بكل ما هو مبهج ويدخل السرور إلي نفسي
تصدق إن حتي "توفيق الحكيم" إعترف إنه إنسان مسجون
وكتب عن قصه حياته سيرتان الأولي سماها "زهرة العمر"
والتانيه سماها "سجن العمر"
أنا فاكر منها جملة عبقرية يمكن لخصت الي عاوز أوصلهولك
بإن" الإنسان حر في الفكر, سجين في الطبع"
قد إيه أنا معجب بالراجل ده , راهب الفكر كما لقبوه
تعرف إيه أول حاجه قرتها ليه؟
قال لي إيه؟
قلت له رواية " يوميات نائب في الأرياف"
فضلت عندي سنين مقرأهاش إلا متأخر
وكانت صدمه ليا بعد ما قرأتها
قال لي: ليه؟
قلت له: لأن اللي هيقرأها لازم يكتب زيها , ويقلدها , هتتملك من تفكيره
أد إيه هي بسيطة في الأحداث والمواقف لكنها عميقه ف التفكير
أد إيه بحس بسعاده غامرة لما أقرء الإهداء اللي موجود في بداية الرواية
قال لي : تعرف تسكت بأه وتسمع الأغنية دي؟
..........
سكت فعلاً .. لأنها عاده من عاداتي اللي إكتسبتها داخل سجني
لقيتها أغنيه عرفت بعد كده إنها لطارق الشيخ إسمها حالياً بالأسواق
قلت في بالي اللهي رحمك يا صاحب البريه والعصاية والحمار!!
***********
أد إيه محتاجين للفضيلة والأخلاق وإحترام الأخرين
نملئ قلوبانا بالخير و الود والسلام لكل من حولنا
فقدنا معاني كتيره كنا بنمتلكها أيام ما كانت لينا حضاره
أو ايام ما كان الغرب باخد مننا الأخلاق والعلوم والدين
فقدنها الوقتي لأسباب كتيره
منها "تحول الإنسان إلي سلعه"
ذي ماسمها المفكر "عبد الوهاب المسيري"الله يرحمه
و فساد الزمم والضمائر الميته
وتمكن الجهلاء من مناصب رفيعه داخل الجهاز الحكومي المتهالك
يسعون ف الأرض فساداً وإن سألتهم قالوا
إنما نحن مصلحون بالتعبير القرأني البليغ
وإنتشار الدين "التك أواي" خصوصاً
مع الجيل الجديد من شيوخ البدل والكرفتات
ولبس الساعات الفاخره ومزاولتهم للدين والبيزنس
ومحاربه الجلباب السعودي والغطره البحرينية
والتدين المزيف أو المغشوش كما بيسميه المفكر "فهمي هويدي"
وده أسؤهم جميعاً لأنه بيسطح تفكير المشاهد أو المستمع
وبقي الدين مُعلب في شرائط الكاست أو الفيديو
تتسمع ذي ما أي حاجه تانيه بتتسمع بتركيز أو بدونه
وتحول فهم الدين
عن طريق القراءة والإطلاع والبحث إلي سمعي بكائي غوغائي!!
يضيع بين ثناياها معني العقيدة الصحيحة
والفهم القويم للرسالة النبوية الشريفة
وتحول الدين إلي مجرد تعويزات طاردة للأرواح الشريرة
والجان والشياطين والمخلوقات الخرافية وفاكك للعثرات والأحجبة
فما الفرق بين هؤلاء الذين يعيشون الأن في مجتمعنا العربي
وبين الساحرات والكهنه في عصور التدهور الأوروبي!!
وما فائدة البرامج التسلية الدينية أو التسلية بالدين
من برامج تفسير الأحلام
وما رأي الدين في العلاقات الزوجية وما يجوز منها أو ما لا يجوز؟
ومن برامج السيوف الصاعقة علي من إتبع إمام الرافضة!
وما واجب المسلم تجاه ما يحدث لأخوانه في العراق أو فلسطين أو أراضي المسلمين؟
( ما دام كل ما يتمخض به أولئك الشيوخ بأن يقولوا للمشاهد المسكين
أدعوا ربكم كي يكشف عنكم هذا البلاء
فإنما نحن قوم مستضعفون )
وهل قال جد النبي صلي الله عليه وسلم "عبد المطلب"غير ذلك في الجاهلية
"بأن للبيت رباً يحميه" فما أشبه قول الجاهلية بقول الأن!!!

فمن تدين مغشوش / المزيف إلي تحول الإنسان إلي سلعه إلي فساد الزمم والجهل
ستضيع معها الفضيلة والقيم والأخلاق وحتي الأماني والأمال
ويفسد الزوق العام لكل ما هو خير وجميل
ده اللي حسيت بعد ما إنتهيت من
رواية "بول وفرجيني / الفضيلة"
لكاتب فرنسي إسمه "برنارد دي سان بيار"
ترجمه الأديب "مصطفي لطفي المنفلوطي"
عن قصه حقيقة حدثت في فرنسا ودارت حولها الرواية
وقلت لنفسي
يا ليت قومي يعلمون!!
****************
يمكن أسوء حاجة بتقابلني وأنا بقرأ كتاب أو رواية إني أطلع بكلام فارغ
أو أطلع مصفدّ اليدين أو معصوب العينين أو مغيب العقل!!
من رداءه المادة المقروئة وبزالتها
ببقي نفسي أرمي الكتاب ده
في أقرب سله للقمامه بس برجع وأقول مش مشكله
أديها مرمية جنب أخواتها!!
ده اللي حصلي من فتره لما قريت رواية
إسمها "تغريده البجعه" لمكاوي سعيد
روايه سيئة بكل المقاييس فهي تستحق الحرق في ميدان عام
بس اللي مستغرب ليه أكتر
كل ما أكون مع بعض اصدقائي القراء للكتب أو المتابعين للروايات بصفة خاصه
يقولوا ليا إزاي مقرتش الرواية دي لحد الوقتي ؟؟
وقتها لما كنت بسمعه يقولولي كده كنت بحس إني من كوكب تاني
أو إنسان أخطأ في حق تلك الرواية البديعه المصونه!!
وكان ردي إني مبحبش الروايات المصرية
وميال جداً للرويات الكلاسكية الأجنبية خصوصاً لروايات
"شارلز ديكنز" و " ليو تلستوي" و " مارجريت ميتشل"
و " فيدور دستوفيسكي" و " جابريل ماركيزا" و " باولو كويلو"
و " الإكسندر دوماس الكبير "
ومرت الأيام وجبت الرواية
بثمن زهيد لأنها كانت نزلت تبع مشروع مكتبه الأسرة ب1.50 مصري
وطبعاً ده كان بالصدفه البحته لأني كنت رايح أشتري كتب تانيه
فوقعت عيني الأثمه عليها وياليتها ما فعلت ذلك!!
ويارتني ما إشتريتها ولا قريتها
لأنها لوثت تفكيري و شعرت بالضجر لفتره طويلة
من ألفاظها الخادشه للحياء وإتهاماتها باطله وكلام يدل علي سطحية كاتبها
وتذكرت عبارة مدهشه للأديب الروسي "ليو تولستوي"
" إن علي الفنان أن يقول كل ما يمنح الخير للناس وكل ما ينقذهم
إن الفن ينساب إلي حياتنا , فالفن والكلمة هي أله التقدم البشري
الفن يهز القلوب , والكلمه تهز الأفكار
فإذا شاب أحداهما الشر فإن المجتمع يضحي مريضاً"
وقعدت أدور علي كتاب أو رواية تانيه أقرأها
عشان تشيل التأثير السيء للقرف اللي قريته من جوايا
لقيت رواية كنت درستها في ثالثة ثانوي لسه بحالتها وبمذكرتي فيها
ومن كتير أعجابي بيها قررت أدور علي النسخه الكامله منها وأجيبها
وجبتها فعلاً
وفضلت أقلب صفاحاتها بإستمتاع وبهجه
ودي سمه الأدب الإنجليزي خصوصاً مع "شارلز ديكنز"
في Hard Times أوقات عصيبة
*******************
حديث للرسول "محمد " صلي الله عليه وسلم
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " زين الله السماء بثلاثه : الشمس والقمر والكواكب
وزينت الأرض بثلاثة: العلماء والمطر وسلطان عادل"

صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
بلاغه القول وإيجاز الكلمه وروعه التصوير
*****************
حالياً
أقوم بقراءة رواية
" ليو تلستوي" الحرب والسلام War and peace
فأنا من عشاق الأدب الروسي الكلاسيكي
وأيضاً كتاب عبقري ف السيرة النبوية
" فقة السيرة " للإمام "د.محمد سعيد البوطي"
***********

واجب الإعتزار والشكر أيضاً
-1-
بعتزر لكل أصدقائي وأحبائي وزملائي من تقصيري معاهم
لعدم الراد علي إتصلاتهم سواء أكانت الإتصالات الخلوية أوالأرضية
وكذلك رسائلهم الإلكترونية أو SMS

وعدم مشاركتي لهم في أحزانهم أو أفراحهم تلك الأيام
فأنا حالتي النفسية سيئة للغاية
و قلبي مملوء بحزن بالغ الصعوبه كي أفر منه

-2-
إلي "الإنسانه التي ملكت قلبي ووجداني في السابق"
ألف مبروك لخطبتك ,, هفتقدك كتير ,, سأصلي من أجلك!!
أو
"يا مريم التي حملت دون خطيئة صلي من أجلها نحن الذين نلجأ إليك"

و(نحن) في العبارة السابقة للدلالة علي أخونا المسيحيون وليس أنا بالطبع !!
update : 20/9/2009

-3-
وشكراً لصديقي الوفي "سامر" القاهري المولد والمنشأ
علي إستضافته لي لمده ثلاثه أيام وأربعه ليالي تحت سماء القاهرة
الممتأله بالصغب وعوادم السيارات
بين ثنايا فلكلور الشارع المصري
فإعلم يا صديقي سوف أكرر ذلك عما قريب
فلا تضجر مني!!

-4-
وأمتن كثيراً للزميلة والصديقة "مني"
علي إهدائها لي
كتابان رائعان
الأول لشيخي ومعلمي الأول "محمد الغزالي" رحمه الله
والثاني "كنوز العلم"
لها مني جزيل الشكر

-5-
وأشكر الصحفية المحترمه " سما "
علي محاولتها المستميته لإخراجي من حالتي السيئة التي أعاني منها الآن
وبسعيها لإيجاد دور نشر كي نشر روايتي الأولي
" ألوان الصمت"
وتشجيعها المستمر إليّ فتحياتي لها وإعتزازي بصداقتها
Update : 22/9/2009