الأحد، ١٣ يوليو ٢٠٠٨

break blogging


الحياة ما هي إلا لحن , فالسير في الإتجاه الصحيح يحدد نوع هذا الحن

بين لحن تعيس وأخر سعيد

فتخير إذاً الإتجاه !


صاحب المدونه

السبت، ٥ يوليو ٢٠٠٨

المسيري .. مسيره من العطاء


المفكر الفيلسوف د.عبد الوهاب المسيري .. رحمه الله


عند سماعي لخبر الوفاه تملكتني حاله من الزهول .. أمن المعقول د. عبد الوهاب المسيري توفي!
لم أصدق في البداية وحاولت إستجماع ما تبقي لدي من مشاعر وقوة لتأكد من صدق الخبر!
نعم إتضحت الرؤية لقد سمعت الخبر علي قناه الجزيرة القطرية.
مات الفارس والكاتب والمفكر والفيلسوف والشاعر والقصصي د. المسيري !
لم أشعر بمن حولي وإمتلأت عيناي بالدموع دون أن أشعر وشعرت بالقهر والمراره
من فراق رجل لطالما حلمت كثيراً بأن أقابله أو أسلم عليه
فهذا في حد ذاته شرف عظيم لي ..
لأني أري أن من عناصر فخر الإنسان ورفعه مكانه ليس المال وليس السلطه
ولكن مقابله رجل عظيم والإنتفاع من علمه ,
وكان د. المسيري أحد هؤلاء ممن حلمت بمقابلتهم
فأثرت في كتاباته ومقالاته وشعرت بمدي عبقريته ونُبله وشجاعته.


كتابه الذي أعتز به كثيراً:-


رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر

وبداية معرفتي بالدكتور المسيري كان من خلال كتاب "رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر"
كتاب أخذته من كتبه أحد أصدقائي , ثم إشتريت نسخه بعدها لمكتبتي ..
شدني الكتاب بشكل غريبة حتي أنني أنجزته في يومان لا أكثر ولا أقل
لدرجه أني أثناء فتره نومي أشعر بأني جالس معه ويحدثني وجهاً لوجه وأناقشه فيما كتب!!
في هذا الكتاب جمع أسلوبه بين الفكاهة والجدة
..........................
وهذا الكتاب حاصل علي أفضل كتاب لعام 2001م من مهرجان القاهرة الدولي .

تناول في هذا الكتاب مولده وأسرته وكيف كان يخرج في المظاهرات وإنضمامه للأحزاب
وتحدث فيه بكل صراحه عن تجربته للإنتقال من التفكير اللاإيماني إلي التفكير الإيماني
وتجربته مع الشيوعية والأحزاب السياسية .

وأيضاً كيف تعرف علي زوجته الدكتورة "هدي حجازي"
وكيف ربت أولادها ودورها النضالي كأم وزوجه رجل ثوري مثله
وكثيراً ما تمنيت أن أقابل زوجه مثل زوجه الدكتور المسيري في عقلها وشجاعتها
وتوفيقها بين عملها الأكاديمي وعملها كزوجه .

ثم تناول رحلته الطويله للولايات المتحده الأمريكية
للحصول علي درجه الماجستير والدكتوراه في الأدب الإنجليزي المقارن
وتحدث عن تعسف بعض الأساتذه اليهود الذي هاجموا رساله الدكتوراه
وكيف حاور الفيلسوف الأمريكي اليهودي "ناعومي تشوميسكي" في مسأله الحضارة واللغة .
وأسرد أيضاً في الكتاب كيف أصيب "بسرطان النخاع"
وكيف تعامل معاه ورؤيته في المرض والمرضي.
وتناول في الكتاب موسوعته المتكونه من ثمانية مجلدات
وكيف أخذت منه الجهد والمال والوقت الذي تجاوز قرابه 25 سنه .
ووجه نظرة في الحضارة الغربية والولايات المتحده الأمريكية
وكيف أوضح أنها ليست الفردوس الأرضي .
وكيف إستقال من كلية بنات عين شمس
لتعسف العميد معه وإنشغاله بتأليف موسوعته الفكرية.

هذا واحد من الكتب الكثيرة التي تأثر بها وتفاعلت معها
ولكنه أيضاً أحد الكتب التي غيرت مساري الفكري والأكاديمي تماماً ...


د. المسيري شخصية فريده طالم أشعر بالتفاؤل حينما أره أو أسمعه أو أقرأ له
فهو صاحب مقولة " الإنسان المثقف دائماً متفائل"
ولست أدري هل سيعيد التاريخ شخصية ثانية في وزن د.المسيري أم لا؟
*******************************

إنضمامه لحركة كفاية كان سبب كافي للنظام في عدم علاجه علي نفقة الدولة
أو حتي تقديم جنازة عسكرية لمفكر بوزنه

ولكنه تنبأ بذلك ففي إحدي المقالات له التي قرأتها مؤخراً
ذكر لزوجته الدكتورة "هدي حجازي" : " لن يحضر جنازتي أحد رغم كثرة البرقيات!!"

وكما قال سابقاً المتنبي وهو خارج من مصر
أنا في أمة تداركها الله .. غريباً كصالح في ثمود

ولكن كُتبه سوف تبقي ونظرياته الفكرية وموسوعته ..
سوف يتحدث التاريخ عنك كثيراً دكتورنا القدير
رحمك الله وندعوا الله أن يتجاوز عن أخطائك وهفواتك
وأأمل من الله تعالي أن أخرج من دائرة الإكتئاب والحزن والأسي العميق
عن فقدان هذا الفيسلوف العظيم
والمناضل المتفائل !!