الثلاثاء، ٢٠ نوفمبر ٢٠٠٧

تلخيص حالة ...!!!!!

كنتُ أسيرُ مفـردا
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم:
خُـذوه
سألتُهُـمْ:
ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمُّعٌ مشبــوه !!!!
أحمد مطر - التهمة

السبت، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٧

بمناسبة مؤتمر أنابوليس للبتنجان المشوي


الوصايا العشرة :لكُليب
(1)
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ


أمل دنقل - لا تصالحْ

الاثنين، ١٢ نوفمبر ٢٠٠٧

من أجل هذا الحلم


الأحلام نوعين:
حلم يمكن تحقيقه , وحلم يصعب تحقيقه
و للنوعين أضرار تختلف شدته وأثره علي حسب نوع الحلم نفسه
ممكن أحلم مثلاً بحلم أعرف حققه بس عاوز مني صبر
ومجازفه وروح طويله
وحلم تاني أحلم إني أحققه بس إمكانياتي ما تسمحش بأني أحققه
بس أهه حلم
والأحلام لو بفلوس ماكنش حد حِلم
***********
بس الأخطرفي الحلم إن الواحد مننا بيبصله
ديماً بعين السائح
ياعني السايح اللي جاي يزور بلدنا
مش فارقه معاه البلد دي متقدمه أو لا؟
أهلها مبسوطين أو لا ؟
بس المهم عنده إنه يتبسط ومذاجه يبقي حلو
وعينه ما تقعش إلا علي اللي هو عاوز يشوفه كويس

مش عاوز يفحص الأمور بجديه علشان ما يشوفش الحقيقه المُره
وإحنا كده بالظبط عاوزين نحلم ونحلم ونحلم
وبين لحظه وبُرهه من الزمن يتحقق الحلم
بقدره قادر كده
طب ما نشوف ينفع الحلم ده ولا لأ !!!
أنا إيه إمكنياتي؟
درست الموضوع كويس؟
ظروفي هتسمح بده ؟
كده
*************
لما برجع بالذاكره للماضي السحيق هو مش ماضي أوي
بس أنا شايف إن رغم عمري القصير 24 سنه
بس ياما حلمت وكتير كمان
ويمكن كلنا كده مش أنا لوحدي
فمثلاً
حلمت بأني أكون مذيع أخبار بس ما تحققش الكلام ده
لأني ببساطه حلمت وطرت مع الحلم
وأنا مش باصص لإمكنياتي ولا باصص للموضوع بجديه
أهه حلم والسلام

و حلمت إني أدخل الكليه اللي أنا عاوزها وبرده ما حصلش
يمكن أسباب مني وأسباب تانيه بس برده الحلم ما تحققش
عاااااااادي أهه حلم والسلام

بس من سنه بالظبط وزي النهارده تماماً
2006/11/13
في الشهر ده قررت إني أحقق ذاتي وأعمل تعديل علي مساري
والتعديل مش جزري ولكنه جوهري بالنسبه لي جداً

قررت إني أكمل دراسات عليا في التربيه جامعه عين شمس
وأنا حالياً بكمل ماجستير هناك ورغم إني أسكن بالمنصورة
بس عملت ثوره علي الجامعه ورفضت إني أكمل فيها

لأسباب كتيره يمكن منها:
- بعض الدكاتره بصيين لينا بإننا هانزاحمهم
في كراسيهم ومكاتبهم وياعني هناخد حقهم

- واللي بيعامل الطالب الي معاه بسفلقه و إستقطاع
ذي إقطاعيين ما قبل ثورة يوليو

- والي غاوي يعكنن ويطفش الباحثين وفي الأخر يقولوا
أصل الطالب لسه عضمه طري وعاوز العمليه سهله كده بدون تعب

طب هو إحنا لازم نطمرمط زيكم و نتبهدل
طب أنا مش ممانع بس يكون بفايده
مش لتنفيس عقدكم فينا وبس

ولكني قررت في نهايه المطاف أن أقول لهم
وأنا أحمل شهاده الدبلومه الخاصه وأخرج من الكليه

أشبعوا بالكليه وأنا سايبها وغيري كتير هيسبوها
وإبقوا شوفوا مين اللي هيعملكم قيمه
******************
ولملمت أوراقي وذهب لجامعه عين شمس
وأنا جوايا عاوز أحقق حلمي وهدفي في الحياه
بس المره دي ما كنش حلم كان واقع
واقع أنا اللي إخترته ورسمته وشايفه قدامي يترأي

أينعم هو صعب وطويل بس أنا دارس إمكانياتي المره دي
وشاييف إنه مش حلم هو واقع بس النجاح فيه مثل الأحلام بالظبط
وأديني بحاول وأجتاز الصعاب و أسير بخطي ثابته

.................
وساعات بسأل وأفكر في حالي
وجوايا تفاؤل غريب وفي نفس الوقت ألم وإرهاق عقلي وجسدي
لحد إمتي هفضل كده؟
لحد إمتي معملتش حاجه لنفسي؟
أنا بتعلم ولسه بتعلم وحابب ده
بس
هفضل طول عمر كده!!

************

نفسي أحقق حلم الأدب بداخلي
وأكون دكتور جامعي
أحس بالطلبه وأحقق اللي قبلنا معرفوش يحققوه
وبيلومونا عليه

هههههههههههههههه
بس برده دا حلم
وكل يوم بنحلم ويمكن كل ساعه ويمكن الواحد بيسرح كتير
ولو بص لها بعين المتفحص مش هيفكر فيها
لأنهها ببساطه أحلام أكبر منا
بس برده بنحلم وبنرسم صورة ورديه ونحلم ونحلم

لحد ما نلاقي شخص بينبهك إنك بتحلم !!!

بس أنا أخترت طريقي ومشواري
هو يمكن يكون طويل وصعب وشاق
بس أنا حَبه وحاابب الطريق ده
هكمله للنهايه مهما بغلت المشاق ومهما ضيعت فرص كتير في حياتي
كل ده علشان حلمي يري النور وأحقق ولو حلم واحد من أحلامي
......................
بس علشان أحقق الحلم ده كان لازم إني أتخذ قرار واضح وصريح
القرار إني أسير للأمام دون أن أنظر للخلف
أمامي هدي الله ونوره
ومن خلفي دعوات أهلي وأمي الحبيبه بالأخص
وعلشان أتخذ القرار والسير في هذا الطريق
كان يجب علي أن أضحي وأترك بعض الفرص
التي يراها بعض أصدقائي أنها فرص لن تمنح لي بعد ذلك
لكني رفضتها جميعاً وأسير بخطي ثابته والحمد لله

ديماً كنت بقول لصديقي وزميلي إبراهيم
البلد دي إدتنا حاجه واحده بس
وهي اهم حاجه ولولاها ما كنش للبلد دي لازمه

وهي نعمه الإسلام والإيمان بالله
ويمكن ده المحرك والأمل ليا ديماً رغم تقصيري الشديد مع الله
لكنه يهدني دائماً لما فيه الخير والحمد لله
................
للأسف الحلم طويل جداً وشاق ومكلف أيضاً
دون شك وساعات كتير بحس بالضعف
ودا الطبيعي لأننا بشر مش روبوت أو شخصيه فرانكشتينيه
ولكني لم أشعر بلحظه ندم واحده
أندم إزاي وأنا اللي إختر الطريق وانا صاحب القرار النهائي فيه
......................
فيارب يسرلي طريق الرشاد والخير
فأنا لا أعلم شيئ وأنت العليم الخبير

أرجو لمن يقرأ المأساه السابقه !!!!
يدعو بظاهر الغيب لي






الثلاثاء، ٦ نوفمبر ٢٠٠٧

فتاه المقبره ..... قصه قصيره




ترك يده تغوص في جيبه لتخرج علبه التبغ
ليدخن لفافه من التبغ الأجنبي
وأ
خرج منها سيجاره

ووضعها في فمه و بحث في جيبه مره أخري
عن قداحته الفضيه ليشعل سيجارته التي كره رائحه دخانها
ولكنه لم يجد مفر أمامه سوي إشعالها
ولكنه لم يجدها في جيبه

وهتف في حنقه أين أنتي أيتها القداحه اللعينه أين ذهبتي؟
هل نسيتها كا العاده!!

وبعد شد وجذب مع جيوبه السته وجدها أخيراً
كانت قابعه أسفل قلاده المفاتيح
وهم بإشعال اللفافه
ولكنها فاجئته بصوت نفاذ غاز القداحه!
فإذداد حنقه

وهتف في صراخ:
إذهبي إلي الجحيم لقد مللت هذا الصوت منكِ
ونظر لها بغ
ضب ورفع يده إلي الأعلي
وهم برميها علي مرمي بصره
ورأها تهوي أمامه لترتطم بالأرض في صوت
مكتوم

ولكن الطريق طويل ولن أجد مكان أشتري منه قداحه أو عود من الثقاب

هكذا قال في أسي وضيق
ولكنه قرر أن يكمل المسير بحثا عن مكان يبتغي منه طلبه!!
وفي أثناء تجوله في شوارع المدينه التي يقتنها
قرر فجأه أن ينحرف ويخرج عن زحام ووجوه سكان المنطقه
التي يعتريها الهم والكرب ويخطلت بالفرح والشجار
فب سيمفونيه فلكلوريه عجيبه
فخرجت منه كلمه دون أن يشعر بأن الأخون يلاحظونه

لقد مللت رؤياكم فالترحلوا عنا أو أرحل أنا عنكم!

وفي غمره هتافه نظر إليه رجل ظهرت عليه علامات الكبر والكهوله
كان يرتدي ثياب متواضعه وتجاعيد الزمن والبؤس تظهر عليه
ويتدلي شنب كث أبيض يغطي فمه تماماً
وعينان ضيقتنان تحيط بهما هاله من السمار من قله الراحه والنوم

فناده وقائلا : لماذا أنت غاضب يابني؟

فنظر إليه الشاب في إشمئزاز
وقال بصوت مخنوق أخرجه بصعوبه من فمه
وكادت كلماته أن تُحرق حلقه من غضبه الشديد
لست أدري أين أذهب ولكني مللت هذه الأشياء
مللت هذه الوجوه
مللت حياتي بٍرمتها !!
أريد أن أرحل أو يرحلوا هم؟

من تقصد بهؤلاء يابني؟

قال : هؤلاء الذين أضاعوا مستقبلنا وحاضرنا وجعلوا الحياه ضيقه
وإبتلعوا أمالنا وإمتلؤا بمص
دمائنا وإذدادوا وزنا
كأنم أفيال ! ولكن الأفيال تموت وهم لا يموتوا

وأكمل حديثه ووجهه
إكتسي باللون الأحمر القاتم من شده الحنق

لا أتحمل ان أعيشها معهم في مكان واحد
تحت سماء واحده
فوق أرض واحده
فهم مثل الجراثيم تسبب الأمرا
ض
ولا منا
ص منها ولا مفر إلا بأن تقتلها او تقتلك !!
والادهي والأضل أنهم يقولون لنا
إنهم يسعون في الأرض الإعمار
ونحن سبب المشاكل والكوارث
ويتمادون في حياه
كأنهم لن يموتون غداً
ويهتفون من منابرهم ومواقعهم
بأن لولا نحن لهلكتم
فنحن الذين نرزقكم ونحن أدري بكم من أنفسكم


فنظر الرجل إليّه
في حزن وقال في
صوت أشبه بالهمس

يا بني ! إن الحياه لا تخلوا من هؤلاء الشرزمه
ولو خلت الحياه منهم
فلن يكن من المعقول أن يخلق الله سبحانه وتعالي الجنه والنار
فدع الهم وإستمتع بحياتك
فحياتنا علي هذه الأرض قصيره
أمن المعقول أن تضيعها في فوضويه
ومشاكل عجز البشر جميعاً علي أن يجدوا حلول لها
وعلم أن ربك لن يتركهم كذلك
هو يمدهم في طغيانهم حتي لا يشفع لهم شافع
ولا يجاب لهم طلب

لم يهدأ البركان الثائر بداخله
وقرر أن يترك الرجل ويكمل مسيرته

وودعه وقال :
لن أقبل بأن أعيش وأتعامل مع قوم مستعبدون
ولا يحركهم إلا السياط

فالليذهب الجميع إلي الجحيم فهم أزلاء وأنا لا

وفي أثناء سيره قاطعه إبتسامه طفل بريئه
لا تحمل هموم الدنيا ولا يشغلها سوي العبث بالأشياء
والتمتع بالحياه
فهمس بدخله وهو ينظر للطفل
ليتني لم أكبر ليتني مثلك! ولكنها أماني وأحلام


الشارع بدأ يخلوا من الماره أو أنه بعد كثيراً عن منزله ومدينته
لم يدرك بعد
فكان يميزها أدخنه حرق القمامه
التي تراقص أدخنتها السوداء من بعيد
ويجعلك تحتضر من رائحته وأنت ماراً بجوارها

وفي هزيانه هذا شعر بأنه يلمح فتاه تأتي ناحيته من بعيد
كأنها شبح يتراقص ويتمايل ظلها كلما إقتربت منه

وإقترب أكثر فأكثر
..
...

وبدا شعرها الرث الذي يشبه فروع شجر النخيل يظهر

كأن الماء لم يلامسه من دهر كامل
ففغر فاهُ من الإندهاش والترقب

وهتفت الفتاه وهي تتمايل من الهزيان
في حاله من عدم الإتزان الجسمي

وبصوت أشبه بالفحيح
قالت
الحياه مثل المربع الأسود ونحن نجلس بداخله
وإذا نظرت أمامك تري
نقطه صغيره ب
ضياء شاحب
كلما إقترب منها بعدت عنك
.....

وبنهايه أخر حرف من كلامها الأسود المشؤوم
رأها تظهر أمامه مع
رائحه كريهه
كانت تفوح من ملابسها
ومدت زراعها له
وقالت:
جئت ملبيه لك
فسألها في توجس : من أنتي؟
قالت: أنا فتاه المقبره

ولما أنتي هنا في هذا الوقت
سألها في ريبه وخوف يعصر أطرافه

قالت: أنا مثل الظل أظهر لمن يري الحياه بلونها الأسود
وبرائحتها الكريهه وألوانها الشاحبه القاتمه

فقال : ولما أنتي أتيه تجاهي وتكلمني كأني أعرفِك من أمد بعيد؟

قالت لانك إستدعيتني فجأت لك ملبيه طلبك

قال بوجهه شاحب: أنا ؟ كيف؟ لا أعتقد ذلك .. أنا لم أفعل ما تقولينه!!
قالت وهي تبتسم وتفسح عن أسنان صفراء كريهه المنظر
فقدت

منهم أربع أو خمسه أسنان أو يزيد

بل فعلت , فأنا الحياه التي رسمتها لنفسك والتي تشعر بها الأن
وإستمرت في حديثها
قائله:

أنت من ترسم طريقك بنفسك
وتراه بعينك
هل تريده أن يكون أسود فسيكون
وإن أردته أبيض سيكون
وإن أردته بلا ألوان أن يكون

فقال لها وهو يحاول أن يتخلص من خوفه وشحوب وجهه
و التأقلم مع رائحه ثيابها الكريهه
لا أريد أن تكون حياتي كذلك
لن أطيق هذه الحياه
أنا لم أرسمها كذلك
بل الظهروف من حولي هي التي جعل

الأمال ....أوهام
والأحلام ....كوابيس
والتفؤل.... تشاؤم

نعم, سأغير مسار حياتي كما أرغب أن أعيش فيها
لن أترك نفسي للأوهام والأمال السوداء
سأتخلص منهم

لأفوز أنا ويخسروا هم

وقال وهو يهم بالرحيل

فاليذهبوا للجحيم أما أنا فلن أذهب
ولتذهب هذه السيجاره اللعينه مهم كذلك


************************
The End